باحثون من 19 دولة يتدارسون بمؤتمر جامعة السليمانية التقنية الثورة الصناعية الرابعة
دعا باحثون وأكاديميون كوردستانيون وأقرانهم من 19 دولة حول العالم إلى ضرورة الاستعداد لمواجه الثورة الصناعية الرابعة، عادين أن من شأن ذلك تحسين نوعية الحياة وكيفية استثمار الموارد الطبيعية والمحافظة على العالم “بيتنا الكبير”.
جاء ذلك خلال المؤتمر الدولي الأول للهندسة والحاسوب، الذي نظمته كلية التقنية المعلوماتية التابعة لجامعة السليمانية التقنية، الذي يشكل ثالث “عرس” علمي وأكاديمي عالمي تنظمه تشكيلات الجامعة خلال المدة القليلة الماضية، أولها كرس للجانب الاقتصادي والثاني لتحسين الواقع الصحي في إقليم كوردستان.
وقال عميد الكلية رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، د. سوران سعيد، إن “باحثين من 19 دولة شاركوا في المؤتمر الدولي الأول للهندسة والحاسوب، الذي يعقد بالتعاون مع جامعة جيهان، تحت شعار التحضير للثورة الصناعية الرابعة، وذلك للمدة من الـ22 إلى 24 من آب/ أغسطس 2017، في قاعة فندق رماداً في شارع سالم وسط مدينة السليمانة”، مشيراً إلى أن اللجان المختصة “تسلمت 102 بحثاً من داخل إقليم كوردستان والعراق وشتى أنحاء العالم، اخضعتها للتقويم العلمي المشدد على مرحلتين، وانتقت منها 64 بحثاً للمشاركة بالمؤتمر”.
وأضاف سعيد، الذي يشغل أيضاً منصب المساعد العلمي لرئيس جامعة السليمانة التقنية، أن الباحثون المشاركون بالمؤتمر “توزعوا على “ماليزيا، اليابان، أميركا، كندا، هولندا، بريطانيا، الارجنتين، السويد، تايوان، المملكة العربية السعودية، الإمارات، مصر، السودان، إيران، الباكستان، كولومبيا، فضلاً عن آخرين من داخل إقليم كوردستان والعراق”، مبيناً أن أعمال المؤتمر “تتوزع على ثلاثة محاور هي تقنيات المعلومات، هندسة الاتصالات والالكترونيات والهندسة المعمارية والبناء والإنشاءات والميكانيك، وأن بحوثه ستنثر في عدد خاص من مجلة كوردستان للبحوث التطبيقية التي تصدرها جامعة السليمانية التقنية”.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إلقاء كلمات ترحيب من قبل رئيس جامعة السليمانية التقنية، د. ئالان فريدون علي أمين، ورئيس جامعة جيهان، د.آرام عمر محي الدين، وعميد الكلية، د. سوران سعيد، والبروفيسورة نعومي سليم، من الجامعة التكنولوجية الماليزية UTM التي ترأست الجلسة، ود. سيرجو اماتو من معهد اوساكا التقني في اليابان.
وأكد رئيس جامعة السليمانية التقنية، على حرص الجامعة على “إقامة فعاليات ونشاطات علمية عالمية متنوعة في إطار سعيها الإسهام في الارتقاء بالمجتمع المحلي وتنميته وجعل كوردستان قبلة لعلماء العالم وباحثيه”، مشدداً على أهمية “دور العلماء والباحثين الأكاديميين في معالجة المشاكل التي يواجهها المجتمع وإيجاد المعالجات الناجعة لها”.
بدوره قال رئيس جامعة جيهان، إن المؤتمر “فرصة جيدة لتبادل الأفكار والتجارب بين الباحثين الكوردستانيين وأقرانهم من شتى أنحاء العالم ومتابعة التطورات الحاصلة في شتى المجالات العلمية والتقنية”، مبيناً أن جامعة جيهان في السليمانية “حققت تطوراً جيداً منذ تأسيسها عام 2011، حيث أصحبت تضم حالياً عشرة أقسام يدرس فيها 2005 طالب”.
على صعيد متصل استعرض د. سوران سعيد، الثورات العلمية والتقنية التي شهدها العالم بدءاً من الأولى وصولاً إلى الرابعة الحالية، وجهود الجامعة والكلية مواكبة مخرجاتها.
إلى ذلك أعربت البروفيسورة نعومي سليم، عن أملها بأن تكون الثورة الصناعية الرابعة “فرصة جديدة لتحسين الحياة الإنسانية وجعلها أفضل من خلال تسخير مخرجات العلم والتقنية لاسيما المعلوماتية والذكاء الاصطناعي والروبوتات والهندسة الوراثية لخدمة البشر”، محذرة من مغبة “عدم مواكبة التطورات المتسارعة في هذه المجالات”.
وأبدت سليم، تفاؤلها بمستقبل إقليم كوردستان كونه “يعتمد على الشباب الطامحين لتلقي العلم والتقنية وخدمة وطنهم”، مؤكدة استعداد جامعة UTM الماليزية “تعزيز مجالات التعاون مع الجامعات الكوردستانية بعامة والسليمانية التقنية بخاصة”.
وقال الدكتور الياباني اماتو، إن الهندسة والتقنيات المعلوماتية والعلوم البايولوجية أصبحت “عماد التطور”، عاداً أن المؤتمر يشكل “خطوة استعدادية للتعرف على الثورة الصناعية الرابعة ومواكبتها من خلال التركيز على البحث العلمي والدراسات العليا”.
ومن الأكاديمية الملكية الهولندية للفنون، شاركت د. يولندا كوليس، بالمؤتمر، مؤكدة على ضرورة “مواجهة خطر التلوث المتفاقم الذي يهدد الكوكب لاسيما من المواد البلاستيكية”، عادة أن مواجهة التلوث “تجعل من بيتنا الكبير، العالم، مكاناً أفضل”.
ومن الجامعة التكنولوجية في بغداد، جاءت الباحثة د. نيفين جمال عبد القادر، التي أسهمت ببحث عن التآكل، يتضمن إنتاج مادة معدنية متراكبة من المنيوم معاد يتم تدويره من خلال تقويته بدقائق نانوية من كاربيد السليكون ودراسة سلوك التآكل فيها، حيث تم التوصل إلى أن المادة المتراكبة ذات الأساس المعدني من ألمنيوم معاد تدويره ذات مقاومة تآكل أعلى من السبيكة الأساس.
ومن الكلية التقنية الهندسية في جامعة السليمانية التقنية، شارك الباحث د. رزكار محمد عبد الرحمن، ببحث يتنول سلوك الانحناء في المواد المركبة”.
وشهد حفل الافتتاح فعالية فنية قدمتها فرقة الفولكلور بقيادة آزاد كلهوري، كما شهد عرض مجموعة بوسترات لبحوث أعدها طلبة كلية التقنيات المعلوماتية في الجامعة.
وحضر الحفل جمع غفير من المهتمين والمعنيين، بينهم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الكوردستاني السابق، د. علي سعيد، ورؤساء جامعات جيهان أربيل، واللبنانية الفرنسية، فضلاً عن مجموعة من مسؤولي جامعة السليمانية التقنية ومنتسبيها.
يذكر أن الثورة الصناعية الأولى امتدت من 1760 إلى 1840 وتميزت باختراع المحرك البخاري وبدء مرحلة الإنتاج الآلي، بينما بدأت الثورة الصناعية الثانية أواخر القرن التاسع عشر وامتدت حتى أوائل القرن العشرين وتميزت بظهور الكهرباء وتضاعف الإنتاج في المصانع، بينما انطلقت الثورة الصناعية الثالثة في الستينيات من القرن الماضي، وكان عمدها ثورة المعلومات والاتصالات، في حيت يشهد العالم اليوم ثورة صناعية جديدة وتقنيات بلا حدود تتركز في ثلاث مجموعات، مادية ورقمية وبيولوجية، وتعاظم دور الذكاء الاصطناعي والأتمتة والروبوتات والهندسة الوراثية وعلوم الفضاء.