تدريسيان بجامعة السليمانية التقنية يتوصلان لطريقة “مثالية” للحام سبائك التيتانيوم السميكة
توصل تدريسيان في جامعة السليمانية التقنية، إلى طريقة “مثالية” للحام سبائك التيتانيوم السميكة، بنحو يطيل العمر التشغيلي للوصلة اللحامية، ويسهم في زيادة مساحة استعمالها وسهولة صيانتها، وتقليل النفقات الباهظة لتبديلها، مبينان أن البحث الخاص بذلك نشر في مجلة الكترونية عالمية محكمة تعنى بالعلوم الهندسية.
وقال د. باسم علي خضر دزه يي، إن البحث “يعنى بلحام سبائك التيتانيوم ذات الأسماك الكبيرة التي تزيد عن 15 ملم، وتأثير الوصلة اللحامية على البنية المجهرية للتيتانيوم والمعادن المتفاعلة معه”، مشيراً إلى أن البحث تضمن “طريقة مثالية لإجراء عملية لحام تلك السبائك بدون حدوث تغيير جوهري في البنية المجهرية للمعدن الأصلي، من خلال إحداث عدد من المتغيرات كسرعة اللحام ومدته وسمك السلك المستعمل وعدد خطوط اللحام”.
وأضاف دزه يي، وهو رئيس قسم هندسة الإنتاج والمعادن في الكلية التقنية الهندسية بجامعة السليمانية التقنية، أن الطريقة الجديدة “تسهم في إطالة العمر التشغيلي للوصلة اللحامية إلى حد يقارب عمر المعدن الأصلي”، مبيناً أنها تسهم أيضاً في “زيادة مساحة استعمال تلك السبائك وسهولة صيانتها وتوفير النفقات الباهظة لتبديلها، لاسيما أنها تستعمل في صناعات مهمة كالفضائية والبحرية والنفطية والطبية والرياضية، وأن أي خلل فيها قد يؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها”.
وأوضح دزه يي، أن اللحام “يعني إضافة حرارة موقعيه عالية ومركزة تعمل على تغيير البنية المجهرية للمعدن مهما كانت نوعيته، ما يؤدي إلى تشوهات تسبب ضعف تلك البنية وحدوث تشققات فيها تتفاعل مع بعضها حتى تكبر خلال العمل ما يؤدي إلى كسر الوصلة الملحومة”، لافتاً إلى أن أهمية البحث تكمن بـ”عدم وجود دراسات تعنى بلحام سبائك التيتانيوم ذات السمك الكبير، ما يؤدي إلى استبدالها وخسارة مبالغ طائلة”.
من جانبه قال د. ياسين مصطفى أحمد، إن البحث “أجري في إطار مشروعي للحصول على الدكتوراه من جامعة الطاقة الوطنية الماليزيةUniversity Tenaga National UNITEN”، مبيناً أن سبائك التيتانيوم لاسيما المعروفة منها باسم Gr.5، “تستعمل في طيف واسع من التطبيقات الصناعية المتقدمة والمهمة، وأنها ظلت مقتصرة على تلك البالغ سمكها عشرة مليمترات فقط”.
وذكر التدريسي في الكلية التقنية الهندسية أيضاً، أن “المشكلة الكبرى التي كانت تواجه مستخدمي تلك السبائك، تتمثل بمحدودية إمكانية لحامها كونها تحتفظ بخواصها حتى درجة حرارة 882 مئوية قبل أن تتغير”، وتابع أن تلك المعضلة “حفزتنا على التصدي لها وايجاد أنسب طريقة لحام تتيح إمكانية التعامل مع سبائك سمكها 15 ملم لأول مرة، ما أتاح توسيع مجالات الاستفادة من سبائك التيتانيوم لاسيما في الصناعات الجوية والنفطية وغيرها بما يؤمن ديمومة عمر تشغيلي أطول للأجهزة والمعدات والأجزاء التي تدخل في تركيبها، نتيجة سهولة صيانة أو إصلاح الأضرار أو العيوب الناتجة عن الاستعمال، بدلاً من الاضطرار إلى تبديلها وتكبد مبالغ طائلة”.
واستطرد أحمد، أن البحث “الموسومOptimization Of Multi- Layer Welding Of Titanium Alloy، نشر في مجلة Research Journal of Applied Sciences Engineering & Technology العالمية المحكمة”.
يذكر أن التيتانيوم عنصر كيميائي رمزه Ti، وهو فلز خفيف الوزن لونه رمادي فضي، يحتل التسلسل 42 في الجدول الدوري، وتقع كثافة التيتانيوم بين الألومنيوم والفولاذ الذي لا يصدأ، وهو أقوى من الفولاذ كثيراً، وأخف منه بنحو 45 بالمئة، وخصائصه هذه تجعله من أفضل الاختيارات المستخدمة في تطبيقات واسعة منها الطيران والفضاء والمجالات البحرية، النفطية، الطبية، الرياضية والسلع الاستهلاكية وغيرها.