أكاديمي كردي يحذر من إساءة استعمال وسائل التدفئة
حذر تدريسي في جامعة السليمانية التقنية الأهالي من إساءة استعمال وسائل التدفئة برغم أهميتها لمواجهة برد الشتاء، ودعاهم إلى مراعاة شروط السلامة والأمان الخاصة بها حفاظاً على سلامتهم وعوائلهم.
وقال الدكتور ياسين مصطفى أحمد، معاون عميد الكلية التقنية الهندسية بجامعة السليمانية التقنية، في ندوة أقيمت بمقر الكلية بمنطقة جوار جرا، شرقي المدينة، إن وسائل التدفئة تنطوي على “مخاطر جمة إذا أهملت شروط السلامة والأمان عند استعمالها”، داعياً الأهالي إلى “الحرص في اختيار الأنواع الجيدة من وسائل التدفئة وإبعادها عن متناول الأطفال، سواء كانت كهربائية أم نفطية أم غازية أم زيتية أم تقليدية تعتمد الفحم أم الخشب”.
وأضاف أحمد، أن التوصيلات تشكل “المشكلة الأبرز في وسائل التدفئة الكهربائية”، مشيراً إلى أن التأكد من “ملائمة تلك التوصيلات وجودتها تعد ضماناً للوقاية من المخاطر لاسيما الحرائق، ما يتطلب وجود قاطع دورة لفصل التيار عند سقوط المدفأة أو أي عطل فيها وعدم وضعها على المكاتب أو قطع الاثاث”.
وأوضح التدريسي في الكلية التقنية الهندسية، أن المدافئ الغازية من “أخطر وسائل التدفئة كونها تعتمد في عملها على الغاز سريع الاشتعال”، مبيناً أن ذلك “يتطلب الحرص ومراعاة وسائل الأمان عند استعمالها وعدم وضعها في الغرف أو الأماكن المغلقة والتأكد من صمام الغاز وعدم حدوث أي تسرب منه”.
وذكر أحمد، أن الكثيرين “يفضلون المدافئ النفطية من دون مراعاة التحوطات الواجبة عند استعمالها”، مؤكداً على ضرورة “عدم إشعال تلك المدافئ في الغرف أو الأماكن المغلقة، لتقليل التلوث والغازات السامة، أو استعمالها للطبخ، وعدم تركها مشتعلة في تلك الأماكن من دون وجود وسائل تهوية جيدة فيها تجنباً للتسمم بغاز أول أوكسيد الكاربون الذي أودى بحياة الكثيرين”.
ورأى الأكاديمي الكردي، أن المدافئ الزيتية هي “الأكثر أماناً في وسائل التدفئة برغم استهلاكها الكبير للكهرباء”، لكنه حذر من مغبة “ربطها إلى مصدر كهربائي غير مناسب، أو تحميل الأسلاك والتوصيلات أكثر من قدرتها أو وضعها قرب الستائر أو غيرها من الاثاث لاحتمال احتراقها”.
وتابع أحمد أن الكثيرين ما يزالون “يحنون لاستعمال الفحم أو الخشب في التدفئة لأسباب شتى منها الرائحة المحببة التي تنبعث منه”، داعياً أولئك الأشخاص إلى “التنبه لعدم اشعالها داخل الأماكن المغلقة، وعدم إغلاق الأبواب لئلا يتشبع المكان بغاز أول أوكسيد الكاربون الخطر، فضلاً عن إبعادها المواقد عن الاثاث وتجنب رمي مخلفاتها في حاويات النفايات البلاستيكية قبل التأكد تماماً من إطفاءها”.
وتطرق الأكاديمي الكردي خلال محاضرته إلى الأساليب السليمة في استعمال سخانات المياه داعياً إلى ضرورة التأكد من “جودة متحسساتها وانسيابية وصول الماء إلى خزاناتها وتنظيفها دورياً وضبط حرارتها على درجة تقل عن 70 مئوية”.
وطالب أحمد بالحرص على “إبعاد الأطفال عن وسائل التدفئة بأنواعها ووضعها في أماكن آمنة وبعيدة عن متناولهم، ضماناً لسلامتهم وعوائلهم”، مشدداً على أن “السلامة مسؤولية الجميع سواءً في العائلة أم المجتمع”.
يذكر أن بحثاً أعده الدكتور ناصح فاتح عثمان قره داغي، ونشر بعدد كانون الثاني 2015 من مجلة BURNS التي تصدرها الجمعية العالمية للحروق، أكد أن معدل الحروق التي يتعرض لها الأطفال في السليمانية سنويا بلغ 1044 من كل مئة ألف طفل ما دون سن المدرسة، عاداً أن تلك النسبة “عالية” مقارنة بدول الجوار وتلك المتقدمة، برغم كونها مقاربة لمثيلاتها بالدول النامية عموماً.