Back

أكاديميون ومعنيون يدعون لتطبيق اللامركزية بالمدن الكوردستانية والاستعانة بخبرات المختصين بصنع القرار فيها

دعا أكاديميون ومختصون كوردستانيون وأجانب، إلى ضرورة تطبيق اللامركزية في مدن الإقليم، وتعزيز أواصر العلاقة بين الجهات الحكومية لاسيما البلديات والجامعات، والاستعانة بالمهندسين المعماريين وغيرهم من أصحاب الخبرة الاختصاص في إدارة المدن وصنع القرار فيها، عادين أن ذلك يمهد لتحويلها إلى “مدن ذكية” تؤمن التنمية المستدامة فيها، وجودة الحياة لمواطنيها، لتشكل إضافة نوعية للمجتمع ولا تكون “عالة” عليه.
جاء ذلك خلال الملتقى الذي نظمته جامعة السليمانية التقنية والمديرية العامة للبلديات في المحافظة، السبت الموافق (الثلاثين من تموز 2016)، في قاعة البروفيسور عز الدين مصطفى رسول، بفندق (كراند ميلينيوم)، وسط المدينة، بهدف مناقشة وضع المدن الكوردستانية وسبل الارتقاء بها، وذلك بإشراف محافظ السليمانية، آسو فريدون علي أمين، ورعاية شركات آسيا سيل، كاريكس ومجموعة فاروق، وحضور جمع من الأكاديميين والمختصين والمهتمين من داخل إقليم كوردستان وخارجه، يتقدمهم وزير البلديات والسياحة في حكومة إقليم كوردستان، نوروز مولود، ورئيس برلمان كوردستان، يوسف محمد.
وقال رئيس جامعة السليمانية التقنية، د. آلان فريدون علي أمين، إن “الارتقاء بواقع حال المدن في إقليم كوردستان أصبح ضرورة ملحة في ظل التوسع المطرد الذي تشهده سكانياً وعمرانياً لتواكب التطورات العالمية وتأمين تنمية مستدامة تضمن جودة الحياة لسكانها مثلما تجعلها إضافة نوعية للمجتمع الكوردستاني لا عالة عليه”، عاداً أن ذلك “يستوجب نظم إدارة حديثة ولامركزية والاستعانة بخبرات المهندسين المعماريين وغيرهم من أصحاب التخصصات ذات الصلة بالتخطيط والإدارة والتقنيات المعلوماتية والبيئية والصحية في عملية صنع القرار بعيداً عن التداعيات السياسية والحزبية”.
وأكد أمين، على “استعداد جامعة السليمانية التقنية وضع خبرات باحثيها في خدمة الحكومة المحلية والأجهزة البلدية لتطوير عملها وزيادة كفاءة مشاريعها”، مبيناً أن “الجامعة تسعى لتنظيم مؤتمر عالمي يكرس لبحث سبل الارتقاء بالمدن الكوردستانية بعامة والسليمانية بخاصة بالتعاون مع الجهات المعنية”.
ومن جانبه قال وزير البلديات والسياحة في حكومة إقليم كوردستان، نوروز مولود، إن “الوزارة تعمل بجد لإعادة هيكليتها الإدارية لتحسين أداءها بما ينسجم مع متطلبات محافظات الإقليم ويلبي احتياجاتها”، معتبراً أن “الملتقى إضافة مهمة يمكن أن تسهم في مساعدة الوزارة والحكومات المحلية على تحسين عملها ومواجهة التحديات والمشاكل التي تواجهها”.
وقد شهد الملتقى خلال جلساته الصباحية والمسائية، التي توزعت على مدى يومين متتاليين، عدة محاضرات علمية.
فقد ناقش نائب رئيس بلديات السليمانية، المهندس سامان محمود، والأستاذ في جامعة آزادي الإسلامي في مدينة سنة الإيرانية، ود. ارش سياري، موضوع البلديات وما ينبغي أن تكون عليه، في حين قدمت التدريسية في جامعة السليمانية التقنية، د. بشرى عبد الرحمن بحثياً عن كيفية مواجهة توسع المدن والمناطق المحيطة بها.
ودعت التدريسية في جامعة السليمانية التقنية، د. روزين كمال محمد أمين، في البحث الذي قدمته خلال الملتقى، إلى “الاستفادة من العلوم والتقنيات الحديثة لتحويل المدن الكوردستانية إلى مدن ذكية”، مؤكدة على ضرورة “الاستفادة من التجارب العالمية وخبرة المختصين في هذا المجال، لما لذلك من مزايا وفوائد جمة، اقتصادية وبيئية وصحية واجتماعية، تؤمن التنمية المستدامة وجودة الحياة لسكانها”.
إلى ذلك استعرض مسؤول قسم (GIS) في مديرية بلديات العامة في السليمانية، المهندس قاسم حمه خورشيد حمه مراد، والباحث في جامعة السليمانية التقنية، سيفان هشام، والمدير القانوني في شركة نيكوسم، امانج أمجد، دور نظم تحديد الموقع الجغرافي في عمل البلديات وإدارة المدن، ودعوا إلى ضرورة الاهتمام بموضوع تدوير النفايات في السليمانية.
في ختام الملتقى، أعلن المدير العام لبلديات السليمانية، المهندس بهاء الدين إبراهيم، أبرز التوصيات التي توصل إليها المشاركون، ومنها ضرورة تطبيق اللامركزية في إقليم كردستان كأحد ركائز الديمقراطية وإشراك المواطن في صنع القرار، تعزيز أواصر العلاقة بين الدوائر الحكومية لاسيما البلديات والجامعات، والاستعانة بالمهندسين المعماريين وغيرهم من أصحاب الخبرة الاختصاص في إدارة المدن وصنع القرار فيها، إبراز وضع إدارة المدن والقصبات من الناحية القانونية والمالية والإدارية والفنية، تنظيم مؤتمر دولي لبحث سبل تطوير عمل البلديات.