باحثون بجامعة السليمانية التقنية يصنعون منظومة متكاملة لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية
أعلن فريق هندسي من جامعة السليمانية التقنية عن تمكنه من تصميم وتصنيع جهاز لإعادة تدوير المخلفات البلاستيكية بتقنية حظيت بـ”تقدير عالمي” تتيح إمكانية الاستفادة منها في تصنيع مواد أخرى مفيدة تخلص البيئة من التلوث الذي تسببه وتحقق التنمية المستدامة، ودعا لإقامة معرض لابتكارات منتسبي كليات الجامعة ومعاهدها ودعوة المهتمين والمعنيين لحضوره ضماناً للاستفادة منها خدمة للمجتمع.
وقال رئيس الفريق الهندسي، د. جاسم محمد عبد الكريم الجاف، إن تفاقم كمية المخلفات البلاستيكية وخطرها المتزايد على البيئة والأساليب غير العلمية بالتخلص منها أو إعادة تصنيعها “حفزت فريق العمل في الكلية الهندسية التقنية التابعة لجامعة السليمانية التقنية، على محاولة إعادة تدويرها بصورة تؤمن أفضل استفادة منها”، مشيراً إلى أن إعادة تصنيع البلاستيك تسهم في “تخليص البيئة من التلوث الذي تسببه وتحقيق التنمية المستدامة”.
وأضاف الجاف، أن الفريق تمكن من “تصميم وتصنيع جهاز لإعادة تدوير المخلفات البلاستيكية يتميز برخص ثمنه نسبياً وكفاءته العالية”، مبيناً أن الجهاز “يتألف من منظومتين أولهما تلك الخاصة بتكسير البلاستيك من خلال مرور مخلفاته بين الأسلحة الدوارة الثابتة (سكاكين) ليتم طحنها أو ثرمها، مع إمكانية التحكم بالناتج بواسطة سلك ذي فتحات محددة لتحديد حجم القطع (الحبيبات) المنتجة”.
وأوضح رئيس الفريق الهندسي، أن المنظومة الثانية للجهاز هي تلك “الخاصة بالتشكيل بحسب طبيعة المنتج المطلوب”، لافتاً إلى أنها “تتألف من أداة للحقن باستعمال الحاقن الحلزوني، وهو جهاز مكون من فرن صهر، لتدوير مخلفات البلاستيك كمرحلة أولى، قبل إعادة حقنها بوضع مصهور البلاستيك في قالب معين للحصول على المنتج المطلوب”.
وذكر الجاف، أن كلفة الجهاز “تقارب الـ600 ألف دينار بما في ذلك المواد المستوردة كالهيترات ومنظم درجة الحرارة وغيرها”، عاداً أن طريقة إعادة تصنيع البلاستيك “توفر طاقة ضعف تلك الطاقة اللازمة لحرقها في محارق النفايات”.
ورداً على سؤال يتعلق بالاختلافات التي تضمنها الجهاز عن مثيلاته، ذكر رئيس فريق العمل، أن الجهاز تضمن العديد من “الإبداعات الجديدة منها على سبيل المثال لا الحصر، تصنيع سكاكين ثرم المخلفات البلاستيكية بطريقة خاصة، وتثبيتها داخل المنظومة بنحو يؤمن تحملها اجهادات عالية تضمن لهاً عمراً تشغيلياً أطول، وتثبيت ركائز التدحرج (البولبرنات) بحيث تتحمل هب الأخرى الاجهادات العمودية والمحورية وتقلل الأحمال عليها مما يعطيها عمراً تشغيلياً طويلاً”، مؤكداً أن الجهاز الذي صنع بإمكانات “محدودة، بطول 120 سم، وعرض 60 سم وارتفاع 130 سم، يعطي إنتاجاً أفضل وأكثر من تلك المماثلة له عالمياً، مثلما يتحمل اجهادات أعلى، فضلاً عن تميزه بعمر تشغيلي أطول”.
ودلل الجاف على أصالة الابتكارات والتقنية التي يتضمنها الجهاز، بـ”نشر البحث العلمي الخاص به، الموسوم تصميم وتصنيع منظومة إعادة تدوير البلاستك Design and Fabrication Recycling of Plastic System في مجلة أميركية عالمية، لها معامل تأثير مرموق (IMPACT FACTOR = 3.8)، هي (International Journal of Scientific & Engineering Research)، بمجلدها السابع، العدد الخامس، الصادي في أيار 2016″.
وبشأن إمكانية تسويق الجهاز، قال رئيس الفريق الهندسي، إن مجموعة من التجار والصناعيين “أبدوا اهتمامهم بالحصول عليه”، داعياً رئاسة جامعة السليمانية إلى “تنظيم معرض لابتكارات كليات الجامعة ومعاهدها ودعوة المهتمين والمعنيين لاسيما في اتحاد الغرف التجارية والصناعية ورجال الأعمال والمستثمرين، لحضوره ضماناً للاستفادة من الإبداعات العلمية والتقنية لمنتسبي الجامعة والمجتمع المحلي في إطار دورها التنويري الرائد والمطلوب”.
وقد ضم فريق العمل الذي صمم الجهاز وصنعه، كل من الأستاذ المساعد د. جاسم محمد عبد الكريم الجاف (رئيساً)، الباحثين: داروان عطا عبد الرحمن، زريان عثمان علي، خيلان عمر علي ومحمد حكمت حسن.
يذكر أن رئيس الفريق الهندسي، د. جاسم الجاف، يعمل تدريسياً في جامعة السليمانية التقنية، ومعاوناً لعميد الكلية التقنية الهندسية التابعة لها، لشؤون الطلبة، ولديه الكثير من الإسهامات العلمية والبحثية، منها إصدار كتاب عن المحارق الصناعية، باللغة الانكليزية، عن دار النشر الالمانية (LAMBERT Academic Publishing) نهاية العام 2015 المنصرم، والكثير من البحوث المنشورة في مجلات عالمية وعربية محكمة، فضلاً عن مشاركات في مؤتمرات عالمية، وقد حاز بحثه المشارك في المؤتمر العالمي بتركيا عام 2012 على المرتبة الأولى لأهميته، كما أن لديه براءة اختراع من الجهاز المركزي التقييس والسيطرة النوعية التابع لوزارة التخطيط العراقية، وهو من محكمي البحوث في مجالات عالمية وعراقية.